Archived: نازحون في غوطة دمشق يتخذون من خردة السيارات منازل تأويهم

عمران أبو سلوم: كلنا شركاء

لم تجد عشرات العائلات النازحة من أهالي منطقة المرج في الغوطة الشرقية سقفاً يؤيها سوى بقايا حطام السيارات التي احترقت وتحطمت جراء الحرب الدائرة في المنطقة، وجراء قصف الطيران.

تحت صفيحها الكاوي بحرارته صيفاً زببرودته شتاءً تعيش النساء اللواتي فقدن ازواجهن مع ابنائهم الصغار، مع جدٍ وجدة تجاوزا الثمانين من العمر.

إن وقع تلك الحالات الإنسانية الصعبة على قلب البشر تجاوز أي ألم آخر، خصوصاً بعد سماع كلمات في لقاء خاص لـ “كلنا شركاء” مع إحدى الأمهات التي تسكن في بقايا سيارة نقل ركاب صغيرة، وهي الآن حاملٌ في شهرها الأخير بتوأم، فهي في حالة قلق شديد وضع معيشتها، حيث عبرت عن ذلك بقولها إنها لا تعلم في الأيام القادمة هل يعاني الأطفال معها في هذا المكان، أم أنهم سيكونون في منزل جديد ومأوى يتناسب مع طفلين صغيرين وامرأة حديثة الولادة.

وأشارت إلى أنها تعاني من فقدان الوضع الصحي المناسب لها كحامل ولجنينيها، وأنها لم تهيئ نفسها صحياً للولادة، بالإضافة إلى أنه لا يوجد من يمكنه نقلها بشكل سريع إلى أقرب مستشفى في ظل فقدان المواصلات وطرق النقل المعروفة.

وحال الجدة لا يختلف أبداً عن حال الأطفال المشردين، فهي فقدت جميع أبنائها الذكور بين منطقة وأخرى ومهجرين خارج البلاد، لتبقى هي من يعيل ويعتني بالأطفال والزوجات من بناتها اللواتي فقدن أزواجهن في الحرب أو في المعتقلات.

وما تراه عند اقترابك، فمنزل مكون من سيارتين متوسطتي الحجم كانتا لنقل الركاب من نوع سرفيس كانت تحطمت سابقا بقصف للطيران الحربي تم وضعهم بشكل يتناسب مع الجلوس والعيش بداخلهما، ووضع متاع المطبخ بإحدى السيارات لتصبح مطبخاً صغيرا، والآخر حماماً يستمد إضاءته من الفتحات الموجود على جدران المركبة.

أما عن الأطفال الذين وصلت أعمارهم لمراحل التعليم، فخسروا تعليمهم وباتوا يبحثون مع أهاليهم على لقمة عيشهم ويلعبون فيما تبقى من أوقاتهم، لينتج عن ذلك أجيال تفتقر التعليم والثقافة، هذا ما أكده بكاء الطفلة “ياسمين” التي لم تسطع إخفاء دمعاتها عندما حاولت توصيف الواقع بقولها “خسرنا تعليمنا ومدارسنا”.

 





Tags: مميز