on
Archived: الانقلاب العسكري التركي الفاشل بين مربعات (العبود) وهشتات (شلاش)
إياس العمر: كلنا شركاء
اعتاد السوريون على عدد ممن يسمونهم (أبواق النظام) والذين يخرجون بمجموعة من التحليلات والاستنتاجات الغربية بعد كل حدث، سواءً كان على صعيد المحلي أو الإقليمي وحتى الدولي، وربط ما يجري بشخصية رأس النظام.
وخلال اليومين الماضيين خرج علينا هدد من هؤلاء (الأبواق) بأخبار الغربية بخصوص محاولة الانقلاب العسكري في تركيا، والتي منحتهم شعوراً بالنصر والنشوة، بالإضافة إلى شعور خيبة الأمل بعد ساعات معدودة.
مربعات خالد العبود
“خالد موسى العبود” هو أحد أبرز الأبواق الإعلامية للنظام، وعضو مجلس الشعب التابع للنظام، ومع بدء توارد الأخبار عن نجاح الانقلابيين، كتب في حسابة على “الفيس بوك”: “بدك تصلي بالأموي… يا حمار” في إشارة إلى تصريحات سابقة للرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، وبعدها بدقائق كتب إن سيناريو 1957 يتكرر، وأنه تنبأ بذلك منذ مطلع عام 2011، ليتابع في التعبير عن فرحة فكتب “خارطة المنطقة الصاعدة لا تتحمل وجود أردوغان”، ولم يكتفِ بذلك فأكد “إن تركيا ما قبل الانقلاب ليست تركيا بعده، والأمريكي لم يعد بحاجة لدور أردوغان”، في تأكيد منه على نجاح العملية الانقلابية.
وتابع في نقل أخبار ما يجري في تركيا، فكان له تعليق على خروج الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” والرئيس الأسبق “عبد الله غل” عبر شبكات التواصل الاجتماعي، فقال “ما يقوم به كل من أردوغان وغل هي محاولات تغطية لطريقة هرب خارج تركيا”.
وبعد كل هذه الفرحة والشعور بنشوة الانتصار، بدأت الأخبار المعاكسة ترد من تركيا، ولكن العبود أصر مجدداً على نجاح الانقلاب، واعتقد بأن هدف الانقلاب ليس الاستيلاء على السلطة بل تغير وجهة تركيا.
ومع التأكد من فشل المحاولة الانقلابية انتقل العبود إلى مكانه المعتاد، ما بين المربعات والدوائر، فخلال السنوات الماضية كان يذهب إلى لغة المربعات والدوائر كلما شعر بالإحراج على وسائل الإعلام، بهدف تشديد المشاهدين والتغطية على أفعال النظام، وفي “ليلة سقوط أردوغان أو السفاح” كما أطلق عليها أبواق النظام، انتقل العبود للكتابة عن المربع التركي للتغطية على حالة الخيبة التي أصابته بعد التأكد من فشل الانقلاب في تركيا.
هشتات أحمد شلاش
أحمد شلاش هو أحد أشهر أبواق النظام، حيث يحظى بمتابعة كبيرة من السوريين بسبب “هشتاتة”، فيظهر دائماً بمظهر البطل في جميع الأحداث، في أي دولة في العالم، فتارة يظهر بمظهر السياسي المحنك وأخرى بمظهر البطل الرياضي وثالثة بمظهر الفنان ورابعة بمظهر القائد العسكري، وفي أحداث تركيا كان حاضراً وبقوة.
حساب أحمد شلاش على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” المنسوب له، لم يكن أقل نشاطاً من حساب خالد العبود، فكتب “أردوغان في مكان مجهول” مع بداية تغطيته لأخبار تركيا، بعدها انساق وراء العيد الذي تم الإعلان عنه في قناة سما الموالية، وأكد بأن الليلة عيد، وأشار إلى أنباءٍ عن مقتل الرئيس التركي “أردوغان”، وقال إن عشرات الآلاف من لواء اسكندرون خرجوا فرحاً بالانقلاب العسكري في تركيا إلى الشوارع، وأن المسيرة هتفت لرأس النظام بشار الأسد.
وفي محاكاة لحالة إعلام النظام وبعد التأكد من فشل الانقلاب، أشار “شلاش” إلى أن ما يحدث في تركيا هو شأن داخلي، “ونحن نحترم سيادة الدول”، وانتقل للحديث عن ارتفاع أسعار الخضروات في ساعة متأخرة من فجر يوم 16 تموز/يوليو.
ولكن في زحمة الأخبار كان لابد من أن يظهر بمظهر البطل، فكانت البداية بحديث عن اتصال لقناة “سكاي نيوز” به للتعليق على أحداث تركيا، وأشار إلى أنه اعتذر من أجل طبخة “الكوسا محشي” لأنها أهم من “أردوغان”، بعدها ذهب للتأكيد على أن أردوغان قام بمسرحية مكشوفة للتخلص من معارضيه، وفي إشارة إلى براعة “أردوغان”، فكتب “الله يفضح عرضك يا أردوغان شو نس”.
وبالعودة لبطولات “شلاش” تحدث يوم الأحد 17 تموز/يوليو عن تأمين انشقاق مجموعة من كبار الضباط وصف الضباط الأتراك، ودخولهم إلى الأراضي السورية عبر معبر كسب الحدودي مع تركيا، وقال إن الضباط الأتراك طلبوا اللجوء السياسي، مؤكداً أنه لن يتم تسليمهم وذلك وفق البند التاسع اتفاقية اللاجئين السياسيين بميثاق الأمم المتحدة.
وكالعادة، كان “شلاش” هو البطل، فأشار إلى أنه هو من أوصل الأتراك إلى مكان إقامتهم، لأنه يجيد اللغة التركية، وأن الفريق المزعوم “أورفان أوغلو” قال له إن أكثر من 90 في المئة من الجيش التركي جاهز، وسينتفض خلال الأشهر القليلة المقبلة، وأن أيام “أردوغان” باتت معدودة.
كلنا شركاء لم يتسنى لها التأكد من صحة نسب صفحة الفيسبوك الى شلاش، إلا انه وعلى مدار أكثر من عام، تنقل عنها المواقع والصحف الاعلامية للسخرية، دون أن ينفي شلاش ارتباط هذه الصفحة به، كما أن رابط الصفحة نشر سابقاً، ضمن البيانات الشخصية لأعضاء مجلس الشعب عندما كان شلاش عضوا في الدورة السابقة.
اقرأ:
تفاصيل الانقلاب التركي الفاشل
Tags: مميز