on
Archived: نادية خلوف: باريس رمز الحرّية
نادية خلوف: كلنا شركاء
هذا الهجوم في باريس ليس هجوماً على السياسة الفرنسية، بل هو هجوم على القيم الأوروبية المتمثّلة في الديموقراطية.
لماذا باريس؟
ولماذا يكون بين القتلة سوري؟
من أين أتى هذا التّشدّد إلى ذهن السّوريين الذين عرفوا بتسامحهم؟
الجواب واضح وضوح الشّمس.
هذا الإرهاب أتى من الدّول العربيّة التي لا زالت مجتمعاتها تؤمن بالعبوديّة وهي معروفة على نطاق العالم. كما أتى من الظلم الشديد، فعلى سبيل المثال لا الحصر فإنّ الطّائرات الفرنسيّة أغارت على قرية قرب الرميلان ، وكان نتيجة الغارة قتل عائلة كاملة من الأبرياء. أما من أرشد الطائرات إلى المكان فهي قوات سورية الديموقراطية التي تقود حملة ضد العرب وتصفهم بالدّواعش.
هل هذا هو سبب الهجمات على فرنسا؟
بالطبع لا. فالعائلة ماتت كلّها، ولا أحد منها نجا.
تعتقد الأنظمة العربية التي تساهم في قتل السّوريين، وتشتري بعضهم، وتغسل عقول بعضهم بأنّها ستبعد شبح التّغيير في بلدانها، ومن يستمع إلى وقوفها مع الإرهاب يستغرق في الضّحك، وشرّ البليّة ما يضحك. كيف يمكن لدولة تقطع الرؤوس بالسيف ، وترجم النساء ، وتجلد أن تكون ضد الإرهاب؟
هذا ينطبق على إيران أيضاً.
ضحك الحكّام كثيراً عندما نجح حادث الإرهاب. تشّفى الجميع بفرنسا، وكان هناك قسمان. الأول إسلامي متشدّد يلومها لأنّها لم تخلع الأسد، وتضعهم مكانه، والثاني مع الأنظمة يقول أنّه نبّه أوروبا إلى ضرورة عدم استقبال المسلمين لأنّهم وباء .
أمّا في داخل سوريّة فقد كانت اللهجة لهجة كراهية مع عدم التّعميم.
أيّها الخائفون من السوريين على الغرب لا تخافوا.
قيم الحرّية ستبقى في أوروبا. أوروبا ليست أمريكا.
من باريس بدأت الثّورة الفرنسية.
ومهما كانت السياسة سيئة أو جيدة. ستبقى باريس رمزاً للحريّة ليس للسوريين فقط بل لأوروبا والعالم أيضاً.
أمّا عن اللاجئين إلى الغرب. رفقاً بهذا الغرب الذي يتواضع أمام الألم السّوري، ويبني لكم الجوامع، وتمارسون حتى إسلامكم المتشدّد. لم يمزّق الحجاب، ولا منع الصّلاة.
ما دمتم تؤمنون بالسّلفيّة الجهادية لماذا لا تقتحمون الدّول العربية التي تؤمن بنفس معتقدكم، وتكونون جزءاً من نسيجها؟
الأمر لا يحتاج إلى تنظير لتوصيف العمل الإرهابي وأسبابه. الإرهاب هو الوجه الآخر للدكتاتوريّة ويجب إدانته .
أما عن أولئك الذين يقولون بأنّ الديمقراطية في بلادنا يجب أن تكون مختلفة، وأن تكون إسلامية. لهؤلاء: الدّيموقراطية لا دين لها، فحتى أردوغان الذي يؤمن بتلك الدّيموقراطيّة لا يسعى لتبديل العلمانية. يمكن للأحزاب الدينيّة الوصول للمشاركة في السلطة في ظلّ الدّولة المدنيّة.
ما هو المطلوب؟
المطلوب دولة مدنيّة ، ويبدأ التّغيير فيها من مناهج روضة الأطفال. لا تعلّم الدّين ، ولا تمجّد الأشخاص. تعمل على زرع روح المساوة، وتكافؤ الفرص.
هذا الأمر ليس ممكناً، لأنّ من سيأتون على السّلطة سيكونون على شاكلة الأسد بل ربما أسوأ منه كما جرى في العراق، ولكنّ أمنيتنا أن تحين لحظة البدء في سوريّة موحّدة مدنيّة خلال فترة انتقاليّة لا تقلّ عن خمس سنوات.
ستبقى باريس رمز الحرّية، و ستكون سوريّة حرّة .
اقرأ:
نادية خلوف: سوريّة مفتوحة للاستثمارات
Tags: مميز