Archived: بعد عام على إعلانها… ما أسباب فشل معركة (عاصفة الجنوب)؟

إياس العمر: كلنا شركاء

تعتبر معركة عاصفة الجنوب التي أعلنت عنها تشكيلات الجيش الحر في محافظة درعا قبل عام كامل أولى المعارك التي خاضتها تشكيلات الجيش الحر في المحافظة ولم تحرز فيها أي تقدم، وعلى العكس اعتبرها الكثير من المراقبين ذات نتائج كارثية على المحافظة.

وكانت معركة عاصفة التي انطلقت في الرابع والعشرين من حزيران/يونيو من العام الماضي تهدف للسيطرة على مركز مدينة درعا، وجاءت بعد سلسلة من الانتصارات التي حققها مقاتلو الجيش الحر في المحافظة، خصوصاً أنها أتت بعد أيام من سيطرة الجيش الحر على أهم وآخر مواقع قوات النظام في ريف درعا الشرقي اللواء 52، وعلى الرغم من استمرار عملية عاصفة الجنوب لثلاثة أشهر لم تستطع التشكيلات تحقيق أي تقدم يذكر على الأرض.

نتائج كارثية

الناشط هاني العمري قال لـ “كلنا شركاء” إن معركة عاصفة الجنوب حملت معها نتائج كارثية على محافظة درعا، حيث كانت أولى المعارك التي تدخلها تشكيلات الجيش الحر دون إحراز أي تقدم يذكر على الأرض.

وأشار العمري إلى أن السبب يعود لضعف التخطيط، فالمعركة كانت مختلفة تماماً عن باقي المعارك التي خاضتها تشكيلات الجيش الحر في المحافظة، لأن الهدف لم يكن قطعة عسكرية تابعة لقوات النظام، بل مركز محافظة يضم عشرات القطع العسكرية التابعة لقوات النظام، بالإضافة للأفرع الأمنية والميلشيات، وهذا الأمر هو ما أثر على المعركة وجعلها تستمر لأشهر، حيث يتواجد داخل مركز محافظة درعا اللواء 132 والكتيبة 285 بالإضافة لعناصر من الفرقة 15 قوات خاصة منتشرين على مداخل المدينة، والفرقة الخامسة والتاسعة.

وكان لفشل عملية عاصفة الجنوب الأثر الأكبر على جبهات محافظة درعا، فمنذ تاريخ عملية عاصفة الجنوب لم يتم الإعلان عن أي عمل عسكري ضخم في محافظة درعا.

بدوره الناشط أحمد الحمصي قال لـ “كلنا شركاء” إن قوات النظام زجت خلال عملية عاصفة الجنوب كل قواتها على جبهات مدينة درعا، لأنها كانت تدرك تماماً أن أي سيطرة على مدينة درعا تعني وصول الثوار إلى مشارف العاصمة دمشق، لذلك استماتت قوات النظام في الدفاع عن مركز المدينة، فهي لا تريد نقل المعركة إلى العاصمة دمشق.

وأضاف بأن قوات النظام ضغطت عل تشكيلات الجيش الحر من خلال استهداف الحاضنة الشعبية، فركزت خلال العملية على استهداف تجمعات المدنيين، ولا سيما النازحين من البلدات القريبة من درعا.

والأثر الأكبر لعملية عاصفة الجنوب، بحسب الحمصي، تجلى بفتح باب اللجوء نحو الشمال، فإبان العملية وعندما ازاد الضغط على الأهالي قرر عدد منهم اللجوء إلى أورابا بسبب إغلاق الحدود الأردنية، ووصل عدد اللاجئين من محافظة درعا أثناء عملية عاصفة الجنوب والذين ذهبوا باتجاه الشمال السوري إلى أكثر من عشرة آلاف لاجئ.

7 غرف عمليات بلا تنسيق

قائد إحدى مجموعات الاقتحام في عملية عاصفة الجنوب، خالد الحريري قال لـ “كلنا شركاء” إن مقاتلي الجيش الحر حاولوا بكل السبل إحراز تقدم على الجبهات في عملية عاصفة الجنوب، حيث كان من المفترض أن يكون هناك سبع غرف عمليات تعمل بالتنسيق مع بعض، ولكن حقيقة الأمر كانت مختلفة، فالتنسيق كان ضعيفاً بين الغرف، وعلى الرغم من ذلك استمرت المحاولات وخصوصاً على جبهة بلدة النعيمة في ريف درعا الشرقي، والتي شهدت أعنف الاشتباكات، وراح ضحيتها العشرات من أبناء البلدة، ومنهم زكريا العبود قائد فرقة فلوجة حوران، خلال قيادته لمجموعة انغماسية على جبهة المخابرات الجوية.

وأشار إلى أن السبب الرئيس وراء إيقاف العملية هو الخسائر الكبيرة في الأرواح، فعدد الضحايا خلال العملية تجاوز 450 شخصاً كان معظمهم من المدنيين، مؤكداً أن عملية عاصفة الجنوب تعتبر إحدى أسباب الركود الذي وصلت إليه الجبهات في محافظة درعا، ولكن السبب الرئيس هو التدخل الروسي بالإضافة إلى ظهور التطرف، بحسب القائد الميداني.

وحول نتائج هذه المعركة، قال القيادي الحريري إن عاصفة الجنوب كان لها أثر على معنويات المقاتلين وعلاقة التشكيلات بالحاضنة الشعبية، والتي كانت معتادة على أن أي عمل ضخم يجب أن ينتهي بالنجاح كما حصل أثناء فك الحصار عن مدينة نوى والسيطرة على التلال المحيطة بها وتل الحارة واللواء 52 وعشرات العمليات الناجحة، لكن ما كان له الأثر الأكبر هو دخول الروس على الخط، حيث مكنوا النظام من السيطرة على مواقع في مدينة درعا للمرة الأولى منذ منتصف عام 2013.

وختم الحريري حديثه فقال إن عملية كعملية عاصفة الجنوب كانت بحاجة لمزيد من الخطيط والجهد، موضحاً بأنه كان هناك حادثة مشابهة لما جرى في عملية عاصفة الجنوب في اللواء 52 والتي فشلت تشكيلات الجيش الحر من السيطرة عليه عام 2013 في معركة توحيد حوران، لتعود وتسطير عليه منصف عام 2016 في معركة القصاص، مؤكداً أن ما لم يستطع مقاتلو الجيش الحر في معركة عاصفة الجنوب تحقيقه سيتم تحقيقه في قادم الأيام.

اقرأ:

الشيخ راكان خضير لـ (كلنا شركاء): العدو الذي هاجم الحدود الأردنية نفسه يهاجم الجيش الحر





Tags: مميز