Archived: هل هناك غرفة عمليات جوية مشتركة في سورية؟ وهل تضم إسرائيل؟

عقاب مالك: كلنا شركاء

من المعلوم في علم الطيران العسكري في أي بلد في العالم، أنه لا يمكن أن ينفذ الطيران في منطقة ما إلا بوجود غرفة عمليات جوية مركزية، تتفرع عنها مقرات عملياتية لقيادة الطيران في مناطق العمل، بالأمر والتنسيق مع المقر المركزي، وهذا ضمن البلد الواحد، فكيف إذا ما كان الطيران العامل يتبع لأكثر من ثلاثين دولة تعمل جميعها في بلد واحد مثل سوريا.

وقد نفى التحالف بقيادة الولايات المتحدة سابقاً، ونفى النظام أيضاً وجود التنسيق مع بعضهما من أجل عمل الطيران، وهذا ما يراه المختصون هرطقة إعلامية في بحر الاختصاص، إذ لا يمكن مطلقاً أن يعمل كل هذا الكم الهائل من الطيران في سماء سوريا دون قيادة جوية، أو في أدنى الاحتمالات تنسيق لحركة الطيران في سماء سوريا بالزمن على الأقل، وهذا ما كان يحصل بالفعل، حيث كان يتم  التنسيق  بين طيران التحالف وطيران النظام بالأزمنة والمحاور ومناطق العمل،  وهذا يعرفه كل من يعمل بغرف العمليات الجوية السورية في مقرات القيادة، وخاصة عندما ضربت طائرات التحالف وطائرات النظام أهدافاً في جبال القلمون الشرقي (منطقة محسة والقريتين) لتنظيم “داعش”، فضلاً عن مناطق سورية الشمالية والشرقية.

وما يزيد الأمر تعقيداً الآن، هو وجود أكثر من خمسين طائرة ومروحية روسية هبطت في مطار “حميميم”، وبدأت العمل مباشرة بعد وصولها بأقل من أسبوع، أضف إلى ذلك أن الطيران الإسرائيلي (الاستطلاعي والحربي) يعمل على مدار الساعة، وخاصةً ليلاً في سماء سورية، فهل بالفعل لا يوجد غرفة عمليات جوية مشتركة، أو حتى تنسيق على الأقل بين هذا الكم الهائل من الطيران!

وإذا سأل القارئ أو المراقب غير المختص، لماذا لا تتصادم الطائرات الحربية في سماء سوريا؟ فهل يكون الجواب أنها إرادة الله؟ وهذا ما يقودنا إلى حقيقة قد تبدو للبعض أنها مرة، وهي أن كل الطيران الحربي الذي يعمل في سماء سوريا يتبع لغرفة عمليات جوية مشتركة، تقودها دولة عظمى، على الأقل أثناء تنفيذ الضربات الجوية ليلاً أو نهاراً في منطقة ما من سوريا، وخاصة بعد بدء الطيران الروسي تنفيذ بعض المهام الاستطلاعية أو الضربات المحدودة له في سورية.

اقرأ:

هل دخلت روسيا بقواتها الجوية خط الصراع في سوريا؟





Tags: مميز