on
Archived: الشيخ ناصر الحريري لـ (كلنا شركاء): العالم لا يعشق الثورة ولا بشار الأسد بل عشقه الحقيقي لمصالحه
درعا – إياس العمر: كلنا شركاء
“نحن السوريون متناقضو المواقف تجاه مؤتمر فيينا، وهذا ليس بجيد لنا، فمشكلتنا ليست بالمؤتمرات بل بمن أنتجتهم مصالح ومصانع الدول كممثلين وناطقين باسم الثورة دولياً”، بهذه الكلمات بدأ الشيخ “ناصر الحريري” أحد أبرز وجهاء محافظة درعا، والعضو المنشق عن مجلس الشعب منذ بداية الثورة السورية، حديثه في لقاءٍ أجرته معه “كلنا شركاء”.
وقال “الحريري” في لقائه: وهذا ليس شأن المجتمع الدولي بل شأننا الخاص، والذي استولد خارج رحم ثورتنا الفريدة قيادات وناطقين ومتنطحين لا تربطهم بالثورة منذ البداية أي رابط.
وأردف: ولا أناقض قولي، فحينما عجزنا عن تقديم القائد أو القيادة، فرضت الدول ومن خلال مصالحها ممثلين للثورة من خارج رحم الثورة، وقد أسهم في ذلك غياب الكثير عن الساحة السياسية، بسبب تأخر خروجهم من الداخل مما أتاح للمنظمين سياسياً المسارعة في البدايات وتمثيل الثورة من دون وجه حق، فنحن لا ننكر وجودهم كجزء من الثورة ولكنهم ليسوا الثورة، ولهذا لن يكون لنا موقف موحد تجاه فيينا، بسبب تضارب الرؤى بأحقية النطق باسم الثورة، ولا أقول المعارضة، فالمعارضة خلافها بغير شأننا كثورة، فصراعنا على التمثيل شجع الدول لإنتاج معارضة تم استيلادها، فمؤتمر فيينا حضره العالم تقريباً إلا السوريين، وهذا على ماذا يدل؟ ألا يقودنا لتذكر اجتماع المستفيدين من لحم الأضحية بغيابها، رغم أنها جوهر الاجتماع؟”.
وعن التدخل الروسي في سوريا أوضح بأنه: “حينما عجز ما يسمون قادة وممثلو المعارضة السورية عن إيصال رسائل مهمة تخص الدول صاحبة المصالح، وغياب القرار الموحد داخل أروقتها، خلق ذلك صراعاً وثورة سلبية داخل أروقتها، دفعت الدول للتمسك ببشار أكثر فأكثر مع ولادة التطرف الذي أوقعنا في حبائل مخابرات التحالف المؤيد لبشار، فالعالم يعد لنا العدة، ونحن نسجل سجالات عبر محطات الفضاء، فالعالم لا يعشق الثورة ولا بشار، بل عشقه الحقيقي لمصالحه”.
وأشار إلى أن روسيا جاءت للحفاظ على مصالحها “وموقعها في المياه الدافئة، ولتنتقم لهزيمتها في أفغانستان من جهاديي السنة آنذاك، بحجة محاربة الإرهاب على أرض سوريا بالمتطرفين المتواجدين على أرضها، وقادتهم صناعة مخابراتية من حلفاء بشار، والحقيقة عجز التمثيل السياسي للمعارضة في البدايات لخطب ود مؤيدي بشار من الدول التي لا تحمل بجعبتها مشروعاً، جعل هذه الدول أكثر تمسكاً ببشار في ظل غياب مشروع واضح للمعارضة تعلن فيه التزاماتها الدولية”.
وأكمل قائلاً: “وتشهد هذه الأيام، وبعد التدخل الروسي السافر، أرض حوران هجمة شرسة ينفذها الطيران الروسي بحجة مكافحة الإرهاب، والحقيقة هي محاربة كل الأطراف المتصارعة مع بشار، إسلامية وغير إسلامية، وتسترشد بمعلوماتها التنفيذية للضرب على الأرض بتوجيه مخابراتي إسرائيلي أسدي إيراني، وذلك لتحقيق مصالح الثلاثة، فحقق مصلحة إيران في القضاء على الفصائل التابعة للجيش الحر والغير محسوبة على الإسلاميين، وهي العدو الرئيس لبشار ونظامه (حليفها بمشروعها الصفوي)، و حقق مصلحة إسرائيل في القضاء على هاجسها ومن تعتبره تهديداً لكيانها، ألا وهي الفصائل الإسلامية، وحقق مصالح بوتين في كسب ود الشعب الروسي والعالم بحجة محاربة داعش، وبحجتها تدمر كل المعارضة المسلحة تحت أي مسمى، لتوطيد مصالحها مع إسرائيل وإيران وحكومة العراق وميليشيا نصرالله، بمباركة أمريكية لبدء العمل على مشروع قديم في أذهان بعض الساسة الغربيين والأمريكيين، لتفتيت الشرق الأوسط”.
وعن الوضع الميداني في درعا قال “الحريري”: “حوران أم اليتامى، أم القيم والمثل والأعراف النبيلة، انقلب عليها أهلها بحجة الثورة ليجعلوها أوهى من خيط العنكبوت، ليبنوا مصالحهم على أساس هلامي لتحقيق مصالحهم الوهمية، بعد أن أوحى لهم طموحهم الزائف ببناء مجتمع جديد قائم على زعامات وهمية حاولت نسف كل القيم، فشرخت المجتمع واستعدت الناس على بعضها ناسية أن العدو الحقيقي هو بشار، ومن هو عدو اليوم لتحقيق مصالح خاصة كان شريكاً في الثورة للحرب على بشار”.
وعن ممثل درعا في المؤتمرات والمحافل الدولية المختلفة قال: “حوران لن تعجز عن اختيار من يتحدث باسمها إذا ما أسقطنا أولئك الهلاميين، والذين حاربوا أهلهم قبل بشار لغاية في نفس يعقوب، ومن يمثل حوران هيئة يتم اختيارها توافقياً من قبل من يمثلها فعلاً، وبإقرار قادة الفصائل، وعندها لن يكون لحوران إلا صوت واحد”.
وأوضح أنه “ورغم كل الدعوات للتسوية التي تحمل في طياتها استسلاماً مزخرفاً بحجج شتى، نقبله لو كان من يحمل أسسه بريئاً ويحاول حفظ دماء المدنيين الأبرياء، والواقع نحن لا يفاوضنا الروس على التسوية، بل يفرضونها بزيادة القتل والتدمير لإعادة إنتاج بشار، فروسيا تورطت ولا مجال لرجوعها، وكل من يحمل في صدره بقية باقية من وفاء لدم الشهداء، يعرف أنه لن تكون قاتلتي حاميتي، ولن نقنع أطفالنا حتى بأن روسيا تحمل لنا غصن زيتون”.
وأكد أن الحلول تمكن في وضع حد “لفشلنا السياسي، والضرب بيد من حديد على أيدي العابثين بثورتنا، فلن تستقيم الثورة إن لم يكن لها ذراع باطش، فالدول لا تستقيم إلا بفرض أمنها وحماية من يحقق نجاحاتها، كفى عبثاً، كفى لهواً، ولننتهي من ثقافة التخوين والطعن والتضليل وابتداع قوانين جديدة نزعت عن مجتمعنا غطاء التوت، وعلينا محاربة جيش العناكب الذي يتستر بالنت، ومحاسبته أشد الحساب، وإلا ستذهب ريحنا، وسيلعن التاريخ حقبة تركنا فيها غزاتنا الداخليين يحرقون كل مجتمعنا”.
وختم “الحريري” حديثه قائلاً: “مازال الأمل فينا حياً مادام الأشقاء العرب يفكرون بأنفسهم وبنا، ونعول كثيراً على مؤتمر الرياض، إن عمل على جمع ممثلي الشعب السوري بانتقاء، ليمثل إرادة المجتمع لا إرادة ومصالح دول وأشخاص، وهو ما نرجوه من دولة شقيقة لها معرفة بالمجتمع السوري كما تعرفه عن مجتمعها المحلي”.
اقرأ:
بعربةٍ مفخخة.. (النصرة) تبدأ معركتها لطرد لواء شهداء اليرموك من درعا
Tags: مميز