واشنطن بوست: أمريكا تخير روسيا.. نحن أو بشار الأسد

كلنا شركاء: واشنطن بوست- ترجمة منال حميد- الخليج أونلاين

طالب عدد من مسؤولي إدارة البيت الأبيض، موسكو بوقف دعمها لرئيس النظام في سوريا بشار الأسد أو مواجهة المزيد من تدهور العلاقات مع واشنطن، بحسب ما نقلته صحيفة الواشنطن بوست.

وفي إشارة إلى المحادثات التي سيجريها وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلسون في موسكو هذا الأسبوع، قال مسؤولون أمريكيون إن روسيا التي تدعم الأسد، تتحمل جزءاً من مسؤولية الهجوم الكيماوي الذي وقع الثلاثاء الماضي 4 أبريل/نيسان على “خان شيخون” في مدينة إدلب.

وزير الخارجية الأمريكي، قال في مقابلة مع قناة “إي بي سي”، إنه يأمل أن تعيد روسيا حساباتها، وتفكر في جدوى تحالفها مع الأسد؛ لأن كل هجمة من هذه الهجمات المروعة التي وقعت تتحمل روسيا جزءاً منها.

وأضافت الصحيفة، أنه على الرغم من عدم توافر أي دليل يربط روسيا مباشرة بالهجمات الكيماوية التي وقعت مؤخراً، فإن مستشار الأمن القومي الأمريكي ماكماستر، قال إنه يتعين ممارسة المزيد من الضغط على روسيا، خاصة أن موسكو كانت قد وضعت طائراتها الحربية ومنظومتها الدفاعية في خدمة النظام السوري منذ عام 2015.

وتابع: “ما علينا فعله، هو أن نسأل روسيا كيف يمكن أن يكون لديكم مستشارون في هذا المطار، ولا تعلمون أن القوات الجوية السورية تعد وتنفذ لعملية قتل جماعي بواسطة أسلحة كيماوية”.

المطالبات الأمريكية لروسيا بوقف دعمها للأسد، تأتي قبيل زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى موسكو؛ في محاولة على ما يبدو للضغط على موسكو للتخلي عن الأسد، بحسب الواشنطن بوست.

وبيّنت الصحيفة أن التداعيات الناجمة عن استخدام نظام بشار الأسد، السلاح الكيماوي ضد المدنيين، بالإضافة إلى الضربة الصاروخية الأمريكية، التي جاءت رداً على ذلك الهجوم، تضع العلاقات الأمريكية-الروسية على المحك، وتنزل بها إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، خاصة مع أسباب سابقة أخرى، تمثلت في التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، ودعم موسكو للانفصاليين في أوكرانيا، وهو الأمر الذي دفع بواشنطن وحلفائها في أوروبا إلى فرض عقوبات اقتصادية على موسكو.

وأشارت الواشنطن بوست إلى أن موسكو كانت تأمل أن تتحسن العلاقات مع واشنطن في ظل إدارة الرئيس ترامب، الذي أعرب أكثر من مرة عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى تعيين ريكس تيلرسون وزيراً للخارجية، وهو القادم من شركة إكسون موبيل، وعلاقتها العميقة مع عملاق النفط الروسي، شركة روزنيفت، التي تسيطر على مقدرات الطاقة في روسيا، لكن بعد 11 أسبوعاً من رئاسة ترامب، انخفضت التوقعات بشكل كبير.

وكان وزير الخارجية الأمريكي ومندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، قد أثارا شكوكاً حول شرعية الأسد، حيث أكدت المندوبة الأمريكية أن الاضطربات في سوريا لن تنتهي إلا برحيل بشار الأسد.

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي أن بشار الأسد وفي كل مرة يقوض شرعيته، مبيناً أن موضوع بقاء الأسد أو رحيله أمر ستعمل عليه واشنطن مع حلفائها.

وأكد الوزير الأمريكي أنه لا يعتقد أن الروس يرغبون في تأزيم العلاقات مع أمريكا، لكن الأمر قد يستغرق بعض الوقت.

العديد من المحللين، بحسب الواشنطن بوست، اعتبروا استخدام بشار الأسد السلاح الكيماوي مَثّل إهانة لبوتين ولروسيا التي تعهدت سابقاً بضمان التخلص من هذا النوع من الأسلحة، الأمر الذي يمكن أن يعطي الوزير الأمريكي، الذي سيزور موسكو هذا الأسبوع، المزيد من القدرة على المناورة في نقاشاته مع الروس.