حكايات من سوريا: معرض يحتضن سوريا في قلب مدينة ستوكهولم

كلنا شركاء: بركة بيتس

مهما حلت الصِراعات والنِزاعات على أراضين الأمهاد والأمجاد؛ تلك التي أوجدت الحضارات وأزرت تاريخُها ومقتنياتُها حتى توالت على خطوط الزمان ملايين السنين من عراقتها المعتّقة ليقدم ماضيها وحاضرها الامتنان والعرفان لوجود الإنسان الذي ضمّته بين أحضانها على اختلاف أصله وديانته، لتجعل من جسدها وإرثها الحضاري كينونة حيةً لا تنحل ولا تموت وإن تكالبَت عليها قوى الشر.

في هذا السياق افتتح متحف البحر المتوسط الواقع في مدينة ستوكهولم السويدية معرضا يحمل اسم حكايات من سوريا، حيث يهتم المعرض بالمقتنيات الشخصية والأغراض الخاصة التي تخلد الكثير من المعاني وذكريات الأهل والأصدقاء في سوريا بعيدا عن ضجيج الحروب والصراعات القائمة. يعكس المعرض أيضا لمحات عن تاريخ سوريا وتراثها الغني إلى جانب كون سوريا ملتقى أبدي للحضارات المختلفة.

سوريا، بلاد الشام، المنطقة التي تهب عليها نسمات المتوسط قد كانت وما تزال مهداً ذا أهمية استراتيجية لجمعه مختلف الشعوب والثقافات من جميع القارات: الآسيوية، الأفريقية والأوروبية، على أرض واحدة. ومن خلال هذا المعرض، تفصح القطع الأثرية الكثير عن هذا التاريخ العريق الحافل بالثقافة العريقة، إلى جانب النزاعات والصراعات التي تختلط فيها مشاعر الفرح والحزن.

يجذب المعرض من هاجروا من سوريا إلى السويد منذ أن اندلعت الحرب، ومن تركوها منذ زمن بعيد؛ إذ يلتقي المغتربون في المعرض ليجمعهم تراث بلادهم الذي يسطُع نجمهُ أينما وحيثما حل.

من الجدير بالذكر أيضا أن متحف البحر الأبيض المتوسط سيستضيف معرض حكايات من سوريا حتى ربيع عام 2018. يتخلل معرض حكايات من سوريا العديد من المشاعر المختلفة؛ إذ تسرد فيه الكثير من الحكايات عن حب سوريا والاشتياق إليها، وتدور الحكايات حول  العادات السورية وأنماط الحياة التي تمتزج بالروائح، والنكهات وحتى اللغة. تضيف مديرة المشروع إيلنا نورد إلى ما سبق، قائلة “تعد معروضات المعرض ذات قيمة خاصة للكثير ممن يفتقدون الوطن، وهى معروضات تغطى السحر الخاص بالماضي”. وتستطرد قائلة “نهدف إلى تقديم صورة متميزة عن سوريا بعيداً عن عناوين الحرب، ونأمل من خلال تقديم منظور تاريخي للمنطقة أن يكون المتحف ملتقى للاجتماعات، الذكريات واللقاءات الجديدة”.





Tags: السويد, اللاجئين السوريين, سوريا