نتنياهو: قصفنا حزب الله بسوريا عشرات المرات بموافقة روسيا

كلنا شركاء: هافينغتون بوست عربي

لم يكن سراً مطلقاً أنَّ إسرائيل شنت ضرباتٍ جوية على الأراضي السورية خلال السنوات الأخيرة. لكن الأسبوع الجاري، بدا أنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يعترف فقط بأن هذه الضربات الجوية وقعت، ولكنَّها أيضاً حدثت “عشرات” المرات، و”بعلم روسيا” حليفة رئيس النظام السوري بشار الأسد.

المفارقة أن نتنياهو اعترف بهذا الأمر عن طريق الخطأ، وكان ذلك بفضل الميكروفون المفتوح عن غير قصدٍ منه، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.

اجتماع مع قادة شرق أوروبا

وجاءت تصريحات نتنياهو خلال اجتماعٍ مع قادة شرق أوروبا في العاصمة المجرية بودابست الأربعاء، 19 يوليو/تمُّوز. ورغم أنَّ الاجتماع عُقِدَ خلف الأبواب الموصدة، إلا أنَّ الميكروفون الخاص برئيس الوزراء الإسرائيلي ظل مفتوحاً لوهلة، ونُقِلَ صوته إلى سماعاتٍ أُعطِيَت للصحفيين في وقتٍ سابق، قبل أن ينتبه المسؤولون التقنيون ويتداركوا الخطأ.

وقال نتنياهو مخاطباً قادة المجر، والتشيك، وبولندا، وسلوفاكيا إنَّ إسرائيل استهدفت على وجه التحديد شحنات أسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى ميليشيات حزب الله اللبنانية في سوريا، حيث يُساعد الحزب في تعزيز قوات الأسد في مواجهة قوات المعارضة.

ووفقاً لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، فقد قال نتنياهو: “لقد أغلقنا الحدود ليس فقط في مصر، ولكن في هضبة الجولان أيضاً، لقد بنينا حائطاً لأنَّه تُوجد مشكلة مع تنظيم (داعش)، وتحاول إيران تأسيس جبهة إرهابية هناك. أخبرتُ (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) أنَّه عندما نراهم (الإيرانيين) ينقلون الأسلحة إلى حزب الله، سنؤذيهم. وفعلنا ذلك عشرات المرات”.

ليست هذه المرة الأولى التي تعترف فيها إسرائيل بالتحرك عسكرياً في سوريا. ففي أواخر يونيو/حزيران 2017، أعلنت أنَّها أصابت ثلاثة أهداف للجيش السوري في هضبة الجولان، بعد سقوط قذائف بالخطأ على الأراضي التي تحتلها إسرائيل في المنطقة.

وفي أبريل/نيسان 2017، ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، أنَّ ضربات جوية إسرائيلية أصابت مباني تُستَخدَم لتخزين أسلحة حزب الله بالقرب من مطار دمشق الدولي. وفي مساء ذلك اليوم، قالت إسرائيل إنَّها اضطرت إلى استخدام منظومة صواريخ باتريوت للدفاع الجوي، لاعتراض قذيفة أُطلِقَت من سوريا، في محاولةٍ واضحة للانتقام.

وتبدو إسرائيل حالياً أكثر قلقاً بشأن التهديد الذي تمثله جماعة حزب الله والقوات الأخرى المدعومة من إيران، التي تساعد الأسد في سوريا، ويمكن أن ينتهي بها المطاف باحتلال الأراضي القريبة من الحدود الإسرائيلية، فيما يخمد الصراع السوري.

تاريخ مثير للجدل

وتعد الحادثة الأخيرة في بودابست هي الأحدث في علاقة نتنياهو الجدلية مع الميكروفونات.

ففي مايو/أيار 2017، سُمِعَت زوجته سارة وهي تُدلي بتصريحاتٍ مزعجة بشأن وسائل الإعلام للرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارة الأخير. والتقطت الكاميرا سارة وهي تقول: “في إسرائيل معظم الناس تحبنا، بخلاف الإعلام. ولهذا نخبرهم بمدى عظمتكم فيحبونكم أيضاً”.

وقبل سنوات، كان نتنياهو هو محور تعليقٍ محرج التقطه ميكروفونٌ مفتوح، حين قال الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي لنظيره الأميركي حينها باراك أوباما في اجتماع لمجموعة العشرين في مدينة كان الفرنسية عام 2011: “لا أستطيع تحمل نتنياهو، إنَّه كاذب”. ويبدو أن ساركوزي لم يكن يدرك أنَّ ميكروفونه لا يزال مفتوحاً، ورد أوباما عليه قائلاً: “أنت سئمت منه، ولكن أنا يتحتم عليّ أن أتعامل معه حتى أكثر منك”.