200 شابٍ سوريّ يقيمون بطولة (الأخوة) في تركيا

كدر أحمد: كلنا شركاء

“إننا محكومون بالأمل”، عبارة “سعدالله ونوس” الشهيرة هي أول ما يخطر في البال حين تجد 200 شابٍ سوري يمارسون كرة القدم في بطولة أطلقوا عليها أسماً بثلاث لغات وهو دوري الأخوة و”براتي” باللغة الكردية و”قرداشلر” في اللغة التركية، في مدينة اورفا التركية بعد ان قطع الصراع المستمر منذ سنوات في سوريا طريق أحلامهم وأبعدهم عن طريقهم في النجومية في انديتهم السورية.

في نهاية أحد أحياء “سيكورتا” في اورفا يجتمع شباب سوريين يمارسون كرة القدم التي يتمنون ان يستطيعوا من خلالها الوصول إلى اللعب في أحد الأندية التركية.

“بانكين محمد”، أحد أبناء مدينة عين العرب (كوباني) يتردد يوميا الى هذا الملعب للتدريب، حيث شكل فريقا للتنافس على البطولة التي تم تشكيلها من قبل شباب سوريين لهم تواصلاتهم مع الاندية التركية والفعاليات الرياضية في أورفا.

يقول “بانكين” بأنه كان أحد لاعبي نادي الفرات في مدينة كوباني حيث كانوا يلعبون في دوري الدرجة الرابعة، وكان جل هدفه هو الوصول إلى نادي الحرية او الاتحاد في حلب.

ويتابع “بانكين” بانه مثل بقية السوريين، اعترضت الحرب احلامه وابعدته عن هدفه في الوصول الى أحد تلك الأندية، ولكن يأمل اللعب مع اندية كبيرة في اورفا حيث يمارس هوايته المفضلة مع رفاقه السوريين.

في حين يقول خليل وهو أحد سكان بلدة خربة الوردة في مدينة دمشق بأنه أهمل دراسته حين كان في سوريا بسبب شغفه في لعب كرة قدم، وقال “لقد كنت العب مع نادٍ صغيرٍ في مدينة دمشق يدعى شباب النور والجميع من الكادر التدريبي حين ذاك قالو لي بأنك ستكون أحد الوجوه الممثلة لسوريا في المحافل الدولية…ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فقد أبعدني الصراع المندلع عن هوايتي ولجأت إلى تركيا، وظروف الحياة جعلتني أترك ممارسة الكرة وابتعدت عن طموحي”.

واستدرك “خليل”، لكن منذ أشهر أعلن شباب سوريين دوري للسوريين في اورفا بهدف الوصول للاحتراف واللعب مع أحد الأندية التركية، وسرعان ما سجل اسمه ويلعب الآن كرة القدم لمواصلة حلمه.

الكابتن “غريب محمد”، وهو أكاديمي رياضي درس معهد التربية الرياضية في محافظة حلب ويتبع الآن دورات تدريبية في اورفا لمساعدة فرق الفئات العمرية التي يعتزم انشاءها، وهو منظم تلك البطولة مع آخرين، قال لـ “كلنا شركاء” إنه منذ عام وهم مستمرون في إقامة هذه البطولة تحت مسمى الأخوة او براتي او قرداشلر والذي يدل على “اننا جميعا أخوة تجمعنا محبة الكرة”

وأوضح أن البطولة الجارية حالياً هي الخامسة، ولاقت إقبالاً من الرياضيين السوريين الذين يزدادون دورة بعد أخرى، إذ بدؤوا بثمانية فرق وهذا الدوري الخامس والذي يمثل فيه ١٦ فريقا في حين ان الدوري القادم سيكون بـ ٣٠ فريقا.

وقال إنهم في البداية كانوا يعتمدون على أنفسهم في حجز الملاعب، ولكنّ الدوري السابق قامت منظمة تدعى “نحن هنا” وهي منظمة تركية خيرية بمساعدتهم بالثياب وحجز الملاعب.

وتابع غريب كلامه بأنهم راسلوا العديد من المنظمات السورية لمساعدتهم، ولكن الجميع خيب ظنهم. وكما طلب البعض منها برفع أعلام ورموز، وهذه الفكرة التي يرفضها غريب وزملاؤه.

وقال أيضاً إنهم يشكلون فريقا موحداٍ من جميع الفرق التي تلعب ضمن البطولة ليتم دمجهم في الدوري التركي كما وعدتهم منظمة الشباب والرياضة التركية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن هناك مشاكل عديدة تعترض طريقهم، ومنها بأن جميع اللاعبين هم الآن غير متفرغين لممارسة الكرة، نتيجة الظروف التي أدت لعمالة أغلب الشباب السوري في تركيا. وتمنى “غريب” أن يجد منظمات تهتم بالشباب السوري فهنالك رياضيون يلعبون ضمن دوري الأخوة يستحقون اللعب في فرق كبيرة.

اقرأ:

ناشطون ومثقفون سوريون يناقشون (العقد الاجتماعي) في ورشة عملٍ بتركيا













Tags: مميز