on
الكهرباء مقطوعةٌ والأسعار مرتفعةٌ والمياه حلمٌ… دمشق عاريةٌ في شتاءٍ باردٍ
رزق العبي: كلنا شركاء
للأسبوع الثاني على التوالي، ترزح دمشق، تحت وطأة عطشٍ خانقٍ بات أحد أكبر هموم الحياة اليومية، التي تضاف إلى فاتورة الدمشقيين، خلال السنوات الست السابقة.
ولم يتمكّن “مايك فغالي” من جلب المياه معه، خلال حزمة التوقعات التي جاء بها إلى دمشق ليلة رأس السنة، والتي بشّرهم فيها بانتصار وصفه بالكامل، ضد (الأعداء).
وتماشياً مع ما يحصل، تنتشر صهاريج المياه، التي باتت سلعتها من أهم الحاجيات، وفي الوقت الذي تأتي الصور تباعاً من العاصمة، والتي تحمل كمّاً كبيراً من المأساة، يحاول النظام كعادته، تصغير المشكلة مرة، والحديث عنها بشكل موسّع مرة أخرى، لكن بعد تغليفها واتهام المعارضة بما وصلت إليه دمشق من عطش.
توضّح “عفاف” إحدى سكّان حي ركن الدين، أن اقتصار استخدام المياه صار يشمل حتى فنجان القهوة، في ظلّ غلاءٍ كبير تشهده أسعار المياه في السوق.
وتوضح في حديث لـ (كلنا شركاء): “بات من الصعب تأمين المياه، أولاً لأنها بالواسطة، وثانياً سعرها غالٍ جدّاً، ولا أحد يعطينا أجوبة شافية عن حلول قصيرة أو متوسطة الأمد، ما ذنب الناس بما يحصل، باتت الحياة في الشام صعبة جدّاً”.
فيما يؤكد أحد سكّان مساكن برزة، أن سعر صندوق المياه (6 عبوات) يتجاوز 1200 ليرة، موضحاُ أنه كان بأقل من 600 ليرة قبل أزمة المياه.
وتشير تقارير طبية تداولتها وسائل إعلام موالية، إلى وجود ما لا يقل عن 15 حالة تسمم يومياً تدخل إلى مشفى ابن النفيس وحده، وذلك بسبب عدم معرفة مصدر المياه، في وقتٍ من الصعب فيه تحليلها قبل شربها.
يضاف إلى ذلك، الأسعار المرتفعة بشكل عام، والتي يترافق ارتفاعها مع شتاء بارد، تعيشيه العاصمة دمشق، وتوضح “وعد” أنها لم تتمكن من شراء “جرمة نسائية” لأن سعرها تجاوز الـ 10 آلاف، معتبرةً أن الحذاء رغم حاجتها له صار من الرفاهيات.
وتقول “سلوى”، وهي مدرّسة، في حديث لـ (كلنا شركاء)، والتي اختارت لها اسماً مستعاراً: “ذهبت قبل يومين إلى الصندوق لأستلم الراتب، وقبل أن أصل إلى البيت صرفتُ منه 24 ألف ليرة، على بعض الحاجيات الأساسية للمطبخ، تخيّلوا مرتّباً شهرياً يبلغ 30 ألف ليرة، لذلك لا تتفاجؤوا كثيراً بصور الفقر التي تصل من دمشق، فالتسوّل منتشر في كل مكان.. أطفال ونساء، وغيرهم”.
ولا تخفي “فايزة” امتعاضها من واقع الكهرباء، الذي وصفته بالمقيت، حيث باتت تأتي، عشر دقائق كل أربع ساعات، “كهرباء القطارة، بلاها أحسن”، تقول، وهي تتحدّث عن فراغ بطاريات الشحن التي باتت ركناً أساسياً في المنزل، نتيجة سوء خدمة الكهرباء.
عسكرياً، تحدّث موقع “روسيا اليوم”، عن التمهيد لبدء دخول فرق الصيانة إلى منطقة وادي بردى، لإصلاح أعطال المياه التي تسبب قصف قوات النظام بها، وفقاً لأدلة تحدّثت عنها فصائل المعارضة، فيما نقلت قناة العالم الإيرانية، إن هدنة وقف إطلاق النار هناك، دخلت رسمياً حيّز التنفيذ، في حين إن فرق الصيانة بانتظار تأمين الطريق للدخول.
وإلى ذلك الحين، يبقى شربُ كوبٍ من الماء أمراً مكلفاً لأكثر من خمسة ملايين إنسان في العاصمة دمشق.
Tags: سلايد