المهندس سعد الله جبري: تدخل مكشوف لسفير روسي في شؤون سوريا الداخلية وثورتها الشعبية

المهندس سعد الله جبري: كلنا شركاء

ذكر موقع كلنا شركاء بتاريخ 16-07-2017 تصريحا للسفير الروسي في جنيف جاء فيه: “ إن أهم سلبيات المحادثات هي وجود عناصر متطرفة داخل الهيئة العليا للمفاوضات يطالبون بإقصاء الرئيس الشرعي للبلاد بشار الأسد”.    http://www.all4syria.info/Archive/426823

ويتجاهل السفير المذكور بتعامٍ مقصود جرائم بشار الأسد بتقتيل أكثر من نصف مليون مدني سوري، (بعض التقديرات تُقدرها بأكثر من مليون مواطن!!) وتدميره عددا من المدن السورية على رؤوس أصحابها، وتدميره الإقتصاد السوري، وارتكابه وأقاربه الفساد، وجرّه شعبه لأسوأ درجات البطالة والفقر والحرمان وسوء المعيشة، فضلا عن ارتكاب عدد هائل من الإعتقالات، وأحكام الإعدام للأبرياء، والتقتيل الجماعي لأهالي مدن وقرى وطنية، والتسبب في تهجير خارجي غير مسبوق في التاريخ السوري، وهو ما نزع عن بشار الأسد أي شرعية للحكم بالضرورة والمنطق الدستوري والدولتي والوطني والإنساني!

لا نتساءل السفير المذكور، ولكن نوجه خطابنا إلى السيد بوتين رئيس دولة روسيا الإتحادية، الذي تورط بالتدخل بثورة الشعب السوري شبه الإجماعية الهادفة لإسقاط بشار الأسد ونظامه الديكتاتوري، ومعروف ما فعلته القوات الجوية الروسية من تقتيل وتدمير شاملين لمئات ألوف السوريين، وتدمير مدنهم وأحيائهم فور وصول طائراتهم المجال الجوي السوري، بعدوان قل نظيره في التاريخ الحديث!

السيد بوتين، أنت رئيس دولة روسيا الإتحادية، لقد ارتكبت في سياستك تدخلا غير مقبول بنصرة بشار الأسد الذي يرفضه شعبه بالأكثرية الواضحة، فحولت الصداقة التاريخية لأكثر من سبعين سنة متوالية مع بلادكم إلى عداء مكشوف مع الشعب السوري بسبب تجاوز حدود علاقات الدول ببعضها البعض، والتدخل عسكريا وتقتيلا وتدميرا، في شؤون محض داخلية لأمور هي من صلاحيات الشعب السوري. وهذا ما لم تفعله دولة في التاريخ، ولنراجع التاريخ ولنتساءل هل تدخلت أي من الدول الأوربية في الثورة الفرنسية الشهيرة قبل قرنين من الزمن التي نفذت حكم الإعدام بقطع رأس الملك الفرنسي وزوجته، وليس مجرد خلعه؟ ومثله حصل في رومانيا، وأيضا في ذات روسيا القيصرية، بل وفي أكثر دول العالم الحالية…
وهل يُعطيكم ميثاق الأمم المتحدة حق التدخل بالقوة العسكرية كما فعلتم – ولا تزالون تفعلون – في سورية؟ وكيف تقبلون على أنفسكم أن تفرضوا رئيسا لسورية يرفضه ذات شعبها بأكثرية كبيرة؟ وهذا ما لم تفعله قطعياً حتى فرنسا أيام احتلالها لسورية في القرن الماضي!!

إن تدخلكم مرفوض، وطنيا وعربيا من أكثرية الشعب السوري، ونتوقع منكم اعتذارا على هفوة سفيركم في جنيف في تدخل غريب ومستهجن ومرفوض في شؤون شعب دولة مستقلة، هو في حالة ثورة – ثورة شاملة بمعنى الكلمة – لإصلاح النظام وشؤون الشعب بالوسائل القانونية المعروفة دوليا! ونتوقع منكم سحب قواتكم المعتدية من أراضي الشعب السوري لضمان إعادة العلاقة مع بلادكم كما كانت خلال 60 سنة.

السيد بوتين: إن الشعب السوري لم يتدخل يوما في شؤون دولة روسيا، ولن يتدخل بالتأكيد. وبالتالي لا يحق للسلطة الروسية ولا لسفيرها التدخل في شؤون الشعب السوري وثورته التي تقوم بها الأغلبية الساحقة من الشعب السوري، والتي هي حق طبيعي دولي لكل شعب في العالم. وأن من حق كل ثورة أن تُبقي أو تُسقط رئيسها، تبعا لإخلاصه وخدمة شعبه، أو تبعاً لفساده وإجرامه بحق شعبه، وخيانته مع إسرائيل عدوة سورية المُحتله لجزء من أراضيها وهي الجولان! راجع إذا شئت ميثاق الأمم المتحدة!

وليذكر الشعب الروسي أن سورية كانت من أوائل الدول العربية التي فتحت أبواب الصداقة والتعاون والتبادل التجاري العربي أمام روسيا منذ خمسينات القرن الماضي، وأستغرب جدا أن تُضيع حكومتك كل هذا التُرات التاريخي الغني من الصداقة الدولية، لأجل من يرفضه شعبه بما يُشبه الإجماع، أوَ لا تًدرك أن استمرار السياسة الروسية الحالية وتفاقمها للتدخل في الشؤون الداخلية للشعب السوري، قد يفتح الباب أمام المُتطرفين – وقدراتهم للأسف كبيرة – للإنتقام من الرعايا الروس الموجودين بكثرة في سورية؟

ونقول لك: إن الشعب السوري رافضٌ أساساً المحادثات مع النظام الأسدي، بل كانت غلطة شنيعة من بعض المُعارضة السورية غير المُمثلة شرعيا للشعب السوري، القيام بحضور اجتماعات إسيتانا بل وجنيف.
والشعب السوري بأكثريته – مثل كل شعب في العالم – له الحق بخلع من لا يراه مناسبا لمصالحه من مسؤولي دولته، فإن تعدى الرئيس ومارس تقتيل الشعب، فيحتمل أن يُعاقب بمثل ما ارتكب من إصدار أوامر تقتيلية للشعب وتدميرية للوطن، ترفضها شرعة جميع أمم العالم !