سوريون أصبحوا أرباب مهنٍ في تركيا

رزق العبي: كلنا شركاء

بعدما استقر السوريون في تركيا، وصار لزاماً عليهم العمل بما يتناسب مع الظروف التي تشهدها كلّ مدينة، لجأ الكثير منهم لافتتاح مِهنهم التي كانوا يمتهنونها في سوريا.

“أبو محمد” كان يعمل في محّل للحلويات في مدينة “حمص” أصبح اليوم مالكاً لإحدى المحال التجارية في منطقة “المرزَّتلي” بمدينة مرسين التركية، قال في حديث لـ (كلنا شركاء): “بعدما نزحنا من حمص، عملت في عدّة مهن كعامل عادي، وبعد أن ركّزتُ وضعي هنا في مرسين بقيت أسبوعين أبحث عن مكان مناسب لأفتح محّلاً أعتاش منه، ويكون عائداً لي، أيُّ مدينة فيها الكثير من السوريين يمكنك أن تفتح فيها محّلاً تبيع فيه على الطريقة السورية، والحمد لله الأمور جيدة، لأن النزوح طويل لابد من الاستقرار”.

في منطقة “أكسراي” بإسطنبول يعتقد المارّة أنهم في الشام، فلا يوجد اسم دمشقي إلّا وافتتح محلّاً من (مطاعم، حلويات، مقاهي، فلافل…)، وبات الحيّ عربياً بامتياز.

وأكّد “خالد” الذي افتتح بزورية في حي إسطنبول أن هذا الموضوع جاء نظراً لطول الإقامة في تركيا، وأضاف: “عندما أتينا لم أفكّر بتنظيم عمل في تركيا، إلّا أن المصروف غالٍ جداً ويبدو أن المشوار طويل وأن الإقامة أطول، لذلك كان لابد من ذلك، مضت سنة تقريباً على افتتاحي المحل، حتى البضاعة يأتي بها تجار سوريون (مندوبي مبيعات) إلى داخل المحل، تماماً مثلما كنّا في سوريا”.

وفي إحدى الأحياء الشعبية لمدينة “مرسين” ألحّ على عبدو رفاقه أن يعود لمزاولة مهنة الحلاقة في تركيا، وبحثوا له عن دكانة صغيرة، وساعدوه في ذلك، وسرعان ما أصبح مقصداً لغالبية السوريين في الحيّ.

وقال “عبدو” لـ (كلنا شركاء): “هنا في هذه الدكانة يجلس كل شباب الحارة، نتبادل الأحاديث تماماً مثلما كنّا في سوريا، لكن اليوم الوضع مختلف، حديثنا ليلاً نهاراً عن حلب، ومستورة والحمد لله”.

وتابع عن آلية الرخصة وافتتاح المحل: “بالنسبة لي هي دكانة صغيرة داخل حارة ولا تحتاج لرخصة، أما على الشارع العام فالأمر مختلف، حيث يحتاج كل صاحب محل رخصة تكون عبر كفيل تركي، أو سوري معه الجنسية التركية”.

في تركيا نستطيع أن نقول إن السوريين أسسوا مهناً لهم في بلد النزوح، وصاروا نسيجاً واحداً داخل المجتمع التركي، فلن تتعذّب سيدة البيت في البحث عن المخلّلات أو الزيتون المكسور أو الباذنجان المحشي وغيره، فأينما ذهبت السيدة أو زوجها ستجد محالاً تبيع ذلك.

وللّحوم حكاية أخرى، فأغلب السوريين في تركيا لا يفضّلون أكل لحمة الغنم التركية نظراً لكبر عمر الذبيحة، إلّا أن بعض أصحاب تلك المهنة من السوريين افتتحوا محالاً لهذا الغرض، وصاروا مقصداً للزبون السوري.

يحدّثنا “أبو عبدو” وهو يبيع إحدى السيدات في محلّه بمدينة مرسين: “نحن كسوريين نأكل اللحوم الطرية، يعني بالعربي الفصيح (منسخى على حالنا، وما بيهمنا سعر الكيلو) اللحوم التركية قاسية وغير محببة لنا، نحن كقصّابين سوريين نجلب الذبيحة من الريحانية القريبة من الحدود السورية، وهو لحوم طرية يفضّلها السوري، الحمد لله الشغل ممتاز، في أغلب الأحيان قبل أذان المغرب لا تجد ما تبيعه”.

اقرأ:

الإيجار الشهري للبيوت حملٌ يثقل كاهل السوريين في تركيا









Tags: مميز