on
Archived: غلوبال ريسيرتش: جنديان روسيان يكشفان الكثير عن معارك حلب.. ماذا وراء صورتهما؟
غلوبال ريسيرتش: ترجمة فاطمة معطي- لبنان 24
بعدما ضجت وسائل الإعلام باستعادة الجيش السوري سيطرته على تجمع الكليات العسكرية جنوب حلب بالكامل يوم الأحد الفائت، معيداً بذلك إحكام طوقه على أحياء المدينة الشرقية، اجتاحت صورة جنديين روسيين في كلية المدفعية مواقع التواصل الاجتماعي لتؤكد، بحسب ناشريها، مشاركة القوات الخاصة الروسية في معارك حلب.
الكاتب ألكساندر ميركوريس أخذ على عاتقه تحليل هذه الصورة التي يظهر فيها جنديان روسيان مدججان بالسلاح، ويرتديان جعبهما العسكرية إلى جانب جندي سوري، مشيراً إلى أنّه لا يمكن اعتبارها دليلاً دامغاً على مشاركة روسيا ميدانياً في القتال الدائر في حلب، إذ لا يمكن تحديد زمان التقاطها ومكانه.
منطلقاً من الفرضية القائلة بأنّ الصورة تؤكد مشاركة القوات الخاصة الروسية في معارك حلب، رأى الكاتب أنّ صحتها تبرر سرعة استعادة السيطرة على
كلية المدفعية بعد أسابيع من القتال. في المقابل، في حال كانت الصورة قد التقطت فعلاً داخل الكلية، بعد استعادة الجيش السوري سيطرته عليها في 4 أيلول الجاري، فإنّها لا تثبت أنّ الجنديين شاركا في المعارك، على حدّ تعبيره.
وفيما تحدّث ميركوريس عن نفي روسيا الدائم مشاركة جنودها على الأرض، لفت إلى أنّ الدول تميل إلى التمييز بين قواتها الخاصة وجنودها، ومن بينها بريطانيا التي أكّدت مؤخراً مشاركة جنود من قواتها الخاصة، بعدما نفت لأشهر نشر جنود لها في سوريا.
في هذا السياق، لفت الكاتب إلى أنّ روسيا نشرت 80 إلى 120 جندياً من نخبة مشاة البحرية في حلب قبل بضعة أيام، “للمشاركة في عمليات إنسانية”، مشيراً إلى أنّ هؤلاء قد يكونوا قد استخدموا كغطاء لنشر جنود من القوات الخاصة، من بينهم اللذين التقطت صورتهما في كلية المدفعية.
من جهة ثانية، اعتبر الكاتب أنّه لا يمكن لهؤلاء الجنود وحدهم أن يواجهوا مئات عناصر المعارضة المسلحة، فعلى الرغم من أنّهم تلقوا تدريبات مكثفة، “ليسوا رجالاً خارقين”، وهذا يعني أنّهم شكلوا جزءاً صغيراً من القوة التي كان الجيش السوري عمودها الفقري، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ مشاركتهم الميدانية كانت محدودة، وإلى أنّ مهامهم كانت قيادية وإشرافية بشكل أساسي.
وبالعودة إلى فرضية مشاركة القوات الخاصة الروسية روسية في حلب، رجح ميركوريس أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد شارك في اتخاذ القرار شخصياً خلال أحد الاجتماعات رفيعة المستوى التي عقدها مجلس الأمن الروسي في آب الفائت، وتحديداً إبان الاجتماع المفاجئ في الثامن منه، وذلك بعد مرور 3 أيام على هجوم المعارضة المسلحة على كلية المدفعية، أي ليلة توجه بوتين إلى باكو للقاء نظيريه الإيراني والأذري.
اقرأ:
غلوبال: إنهاء الحرب في سورية شغل العالم الشاغل الآن