on
الناطق الإعلامي باسم جند الأقصى لـ (كلنا شركاء): إجراءات فوريّة ساعدت على ضبط الأمن في ريف حماة
خالد عبد الرحمن: كلنا شركاء
وضعت مرحلة ما بعد التحرير فصائل الثوار أمام تحديات لا تقل صعوبة عن العمل العسكري نفسه، خاصة ما يتعلق منها بحفظ ضرورات الناس وممتلكاتهم، فتلك الفصائل اليوم لهم صفة سيادية تحتم عليهم القيام بمقتضاها، وتوجب عليهم السعي للاضطلاع بدور السلطة المسؤولة التي تنال ثقة الناس واعتمادهم.
وأجبر القصف الجوي المكثف لطائرات النظام والطيران الروسي، والاشتباكات الدائرة في ريف حماة الشمالي، عشرات آلاف المدنيين على النزوح جنوباً وشمالاً إلى مناطق عدة منها ريف إدلب ومدينة حماة، وذلك بعد أن استطاع فصيل (جند الأقصى) بسط سيطرته على مدن صوران وطيّبة الإمام وحلفايا وبلدة معردس ومناطق أخرى بالإضافة إلى عشرات الحواجز العسكرية في المنطقة، لتخلو مدن وقرى من ساكنيها بنسب كبيرة وتلقى مسؤولية الحفاظ على ممتلكاتهم على عاهل “الجند”.
الناطق الإعلامي باسم جند الأقصى أبو الحسين الشامي قال لـ”كلنا شركاء” إن “المناطق التي سيطرت عليها الجند مؤخرًا شاسعة وممتدة و تنتظم مدنًا ذات كثافة سكانية لا بأس بها، ومع أن أغلب طاقاتنا وجهودنا تكاد تستهلك في سد ثغورها وصد حملات النظام عليها؛ إلا أننا نولي الملف الأمني و الخدمي فيها أهمية كبرى، و نعتقد أن النجاح في كسب ثقة الناس جزء أساسي من معايير الانتصار، و من ذلك السهر على أمنهم و حمايتهم و صون ممتلكات النازحين و أرزاقهم، و إشعارهم بوجود جهة أبوية كافلة يستطيعون الاتكاء إليها”.
وأضاف الشامي “قمنا بإجراءات أمنية فوريّة لحفظ الأمن العام وضبطه، كنشر الحواجز وتسيير الدوريات وما يستتبع ذلك من متابعة الشكاوى الآتية من عوام الناس، والاجتهاد في اجتلاب الحقوق وردّ المظالم على قدر الوسع والطاقة. وبرغم غياب أي هيئة قضائية حاكمة هناك نظرًا للظرف الاستثنائي للمعركة المتواصلة؛ إلا أن انتشار المجاهدين وحضورهم يحد من جرأة أي ساع في التعدي و الضرر”.
وأشار إلى أن الحماية وتأمين القرى والمدن تتم على نحو سواء بين ممتلكات الموالين والمعارضين للنظام” فالمدن المحررة مؤخرا هي مدن سنية والأصل في أهلها الإسلام والعصمة والبراءة، وعليه فيحرم ويُجرّم التعرض لأي من البيوت أو الممتلكات أو الأراضي بدعوى موالاة النظام إلا بعد قرار قضائي مثبت قاطع، ولا نجرّم الناس بمجرد الدعاوى أو الاتهامات، بل لا بد من توافر أدلة كافية للإثبات”.
وأردف أن المرافق العامة من ماء وكهرباء ومدارس ومستشفيات هي ملك للناس ولهم حق الاستفادة الكاملة منها، لذلك عادة ما تولى اهتمامًا استثنائيّا وإشرافًا مباشرًا، واجتهاداً في تشغيل ما لا غنى عنه كالماء والأفران، “وقد قمنا بإفراغ غالب مؤسسات الدولة من معداتها خشية عليها من التلف والضرر بقصف النظام المستمر، تمهيدًا لإعادة تفعيل عملها عند استتباب الأمور على النحو المرجو”.
ونوه الناطق الإعلامي إلى أن أبرز الصعوبات التي تواجه عمل الملف الأمني تكمن في الموازنة بين التوجه إلى إدارة هذه المدن أمنيًّا وخدميًّا من جهة، والحفاظ على اندفاعة العمل العسكري وزخمه من جهة أخرى، “ولا شك أننا بحاجة إلى مكاتفة الفصائل الصادقة في هذا الباب”، و كذلك المنظمات الإغاثية و الهيئات المدنية الصادقة و الفاعلة.
ولفت إلى أن من أهم الروافد المعينة على المضيّ والأمل هي الحاضنة الشعبية، “حيث تُذهب بسمة الطفل وبهجة الأهالي ودعوات العجائز والحرائر ما علق من تعب ونصب، والناس هنا فرحون مستبشرون، وهي نشوة التحرر من النظام والغبطة بمقدم المجاهدين المحررين… فالأهالي بالجملة مؤيدون صابرون ثابتون”.
وتابع الشامي حديثه قائلاً “إن نشر الحواجز والتدقيق في حركة الآليات وكذلك كثافة تواجد المجاهدين تعد ظروفًا أمنية مناسبة ووازنة، تحول دون التعدي على الممتلكات أو سرقتها، والأمور تسير على نحو مريح ومطمئن، وما ساعدنا هو وعي الناس وحرصهم وانضباطهم، والذين سرعان ما ينبّهون إلى أي مشبوه للعمل على توقيفه واستجلاء أمره، وما سجل من تجاوزات كان على نطاق محدود وضيق”.
وختم الناطق الإعلامي باسم جند الأقصى حديثه بخصوص ما يعود لعساكر النظام وشبيحته من أملاك وأراضٍ، قائلاُ إنها مسألة يقول القضاء فيها كلمته، وإن ثبت جرم أصحابها فسبيلها “حيث مصلحة الجهاد وانتفاعه”، داعياً من تبقى من الموالين والشبيحة أن “يحقنوا دماءهم ويحفظوا أموالهم بالمسارعة إلى الانشقاق والانفكاك عن النظام قبل القدرة عليهم، وإلا فإن ما يوعدون لآت، و حماة اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى الفتح و التحرر” على حد تعبيره.
اقرأ:
حماة في أتون الحرب… وأعضاء (البعث) يبيعون شقق متضرري أحداث الثمانينات
Tags: مميز